سعاد حسني.. اعتنقت المسيحية قبل مماتها ؟
--------------------------------------------------------------------------------
في كل ذكرى يتجدد السؤال: هل كان حادث قتل أم انتحارا؟ وفي كل مرة تشاهد لها عملاً يتجدد الاعجاب بتلك الموهبة التي نجحت رغم بدئها رحلة التعلم بعد أن تجاوزت سن السادسة عشرة، في امتلاك قلوب الجماهير وحصد إعجابهم حتى بعد الرحيل بين الاجيال التي لم تعاصرها.
يوم الخميس وافق الذكرى السادسة لرحيل سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، التي وجدت ملقاة أمام المبنى الذي كانت تقيم فيه مع صديقتها نادية يسري في لندن في الحادي والعشرين من حزيران من عام 2001، وهو الحادث الذي هز جموع الفنانين الذين رفضوا مع أسرتها تصديق رواية انتحارها، مؤكدين تعرضها لحادث قتل أنهى حياتها التي كانت تسعى لمواصلتها في مصر بعد الانتهاء من رحلة علاج دامت نحو عشر سنوات قضتها في العاصمة البريطانية لندن.
كانت سعاد كثيراً ما تلجأ إلى الكتابة للتعبير عما يجول في خاطرها من مشاعر
وتصاعدت أخيرا الشائعات في القاهرة تؤكد تقدم أفراد أسرتها بطلب الى النائب العام المصري في كانون الأول الماضي، يطلبون فيه استخراج جثتها وإعادة تشريحها للوقوف على أسباب الوفاة بعد قرار الشرطة البريطانية بإغلاق ملف التحقيق في تلك الحادثة لعدم وجود جديد فيها. وهو الأمر الذي نفته أسرة سعاد، مؤكدين احتسابهم شقيقتهم عند بارئها، وأنهم لو كانوا ينوون فعل ذلك لقاموا به عند حضور جثمانها إلى مصر عام 2001.
شائعة استخراج جثة سعاد لم تكن هي الوحيدة التي لاحقتها بعد الرحيل، فقد ذكر أحد المواقع القبطية على الانترنت قصة لم يتحدث عنها أحد من قبل، ألا وهي اعتناق سعاد حسني للمسيحية وتعميدها في كنيسة مرقص في انجلترا قبل رحيلها.
ويستدل الموقع على هذه المعلومة بكلمات كتبتها سعاد تتحدث فيها لله، وهي كلمات قد تصدر عن أي إنسان، حيث إنها لا تحمل أي إشارة لاعتناق سعاد المسيحية، ولكن القائمين على الموقع اعتبروها دليلاً يشير لصلاة سعاد بالطريقة المسيحية. كلمات سعاد كانت تقول: "يارب أرض عني، يارب اعفو عني، يارب باركلي في خطواتي، يارب شاركني أفكاري، يارب وحد أمنيتي، يارب سامحني إن كنت أخطأت، وإن كنت أذنبت، وإن كنت أغفلت، وإن كنت نسيت، وإن كنت توهمت، وإن كنت غفوت، وإن كنت طمحت، أو أحببت نفسي أكثر من غيري، أو محوت الآخرين من ذاكرتي، أو أخذتني لذة الحياة وجمال الدنيا وعزة النفس ونشوة الفؤاد. سامحني يارب، وكن معي دائما".
الطريف أن الموقع لم يكتف بذكر اعتناق سعاد للمسيحية ولكنه أشار إلى رواية غير موثقة من أي طرف عن زواجها من شخص مسيحي قبل وفاتها بسنوات وإنجابها لابن منه يعيش الآن في إحدى دول أمريكا الشمالية.
وأكدت نجاة، شقيقة سعاد، كذب تلك الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة وطالبت من يدعي بوجود ابن لسعاد أن يدلهم عليه فهم أولى به. وأضافت: "كانت سعاد كثيراً ما تلجأ إلى الكتابة للتعبير عما يجول في خاطرها من مشاعر كانت تطلق لها العنان كما هي دون ترتيب أو إعداد. كما أن سعاد لم تكن كاتبة أو مؤلفة حتى تنمق كلماتها، وبالإضافة إلى كل هذا فالكلمات المنشورة على الموقع يقولها المسلم والمسيحي واليهودي".
الشائعات هي الضريبة التي يدفعها المبدعون
لا شك أن الفنان بوجه عام معرض للشائعات في حياته وبعد مماته، ولكن ألا يكفي سعاد ما لاقته في حياتها من عثرات حتى نتركها تنعم بهدوء رحلتها الأخيرة بسلام بعد رحيلها عن الحياة التي ملأتها سعادة وفنا منذ أن أطلت بصوتها الصغير عبر برنامج "بابا شارو" للأطفال في الإذاعة وهي تشدو "أنا سعاد أخت القمر، بين العباد حسني اشتهر"، وتقديمها لفيلم "حسن ونعيمة" الذي يعد أول أفلامها في عام 1959، انتهاءً بآخر أفلامها "الراعي والنساء" الذي قدمته في عام 1991.
الإعلامي وجدي الحكيم علق على تلك الشائعات التي ما زالت تطارد سعاد بقوله: "تلك هي الضريبة التي يدفعها المبدعون، وسعاد كانت فنانة قديرة لم نعرف قيمتها إلا بعد رحيلها عنا. وطالما لم يحسم الأمر في قضية موتها فستظل الشائعات تطاردها الى الأبد. وسعاد لم تتزوج في حياتها سوى خمس مرات. كانت أولى زيجاتها من الفنان عبد الحليم حافظ وهو الزواج الذي ظل سرياً لمدة ست سنوات. ثم تزوجت بعده من المصور صلاح عبد الكريم، ثم المخرج علي بدر خان، والمخرج زكي فطين عبد الوهاب، وأخيراً كان السيناريست ماهر عواد، الذي استمر ارتباطها به حتى وفاتها. فمتى وأين تزوجت سعاد وأنجبت؟. ورغم الشائعات تبقى سعاد أخت القمر في ذاكرة الجماهير وعيونهم فنانة موهوبة منحت الحياة حباً ورضيت بنصيبها فيها. (بتصرف عن الشرق الأوسط